علامات على طريق أسرة الحياة

علامات على طريق أسرة الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

إننا والحمد لله على طريق المصطفى (ص) أحببنا الخير ، وفي قلوبنا إرادة الحق ، ونحاول من الأعمال ما يقربنا إلى الله زلفى .

قد يكون العمل صغيرا في أنظارنا ، ولكنه إذا أرضى الله ، فإنه إذاً لكبير.

والله أعلم أي الأعمال سيدخل صاحبه الجنة.

وقد جاء عن مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، وصاحب المذهب المعروف ، أنه لما مات ، رآه صاحبُه في المنام ، فسأله : ماذا فعل الله بك يا مالك؟

فقال مالك: أكرم مآبي ، وأجزل ثوابي.

فقال له صاحبه : بأي شئ فعلته نلت هذه الرتبة؟

فقال مالك: بعملٍ واحد، كنت إذا مرت بي جنازة ، قلتُ " سبحان الحي الذي لا يموت "

فسبحان الله ؛ مالك صاحب الموطأ ، ومعلم الناس الخير، و صاحب الأعمال الصالحات ، ينجو بمثل هذا العمل الذي ربما لم يلق له بالا.

وصدق رسول الله (ص) حين يقول (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ)

فلعلنا أدخلنا السرور على قلب يتيم في يوم أقمناه له ، فنظر الله لنا فرضي عنا...

ولعل أخا لنا وجد نفسه فارغا ، فدعاه فراغُه لمعصية الله ، وهم بالمعصيةِ ثم لم يفعلها ، لأنه كان على موعدٍ مع إحدى مسابقاتنا الصيفية... ولعل الله رأى ذلك منا وعلم أن ذلك إحدى نواينا فغفر لنا بذلك.

ولعل الله نظر إلى الخلق فوجد اللاهي والعابث والعاصي والغافل ، ووجدنا اجتمعنا على محبته ، والتقينا على طاعته ، وتوحدنا على دعوته ،وتعاهدنا على نصرة شريعته ، فكتبنا عنده من المفلحين.

ولعل الله اطلع على عقولنا فوجدها مشغولة بنفع الناس ، ونظر إلى همومنا فوجد رضاه همنا الأكبر ، وعلم أن ما في قلوبنا خيرا ، فادخر لنا ما ادخره لمن قال لهم في كتابه : (

إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا ..... وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الأنفال آية 70

إخواني

إننا ننظر إلى أنفسنا فنرى ما نفعله صغيرا ، وننظر إلى أنه في جنب الله فنراه كبيرا ؛ فكل ما يقربك إلى الله كبير.

فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ وليتك ترضى والأنام غضابُ

وياليتَ الذي بيني وبينك عامرٌ وما بيني وبين العالمين خرابُ

إذا صح منك الود فالكل هينٌ وكل الذي فوق الترابِ ترابُ

إخواني

مضى على تجمعنا وقت ، قد يراه أحدنا طويلا ، ولكني أراه قصيرا ، لأننا ما زلنا في مرحلة الإعداد والاختبار ، والتقارب والتفاهم ، والزمن جزء من النجاح ، خصوصا في حياة الجماعات ، يدرك ذلك من طالع فنون التعمل مع الجماعات ، وعلم النفس الاجتماعي.

فاعلموا أنه لن يتعجلنا أحد لقطف ثمرة قبل أوانها ، اعلموا أننا لن ننزل ميدان العمل الجاد إلا ونحن مستعدون تماما ولن يُلقي أحدنُا الأسرة في البحر لتصارع الأمواج المتلاطمة ، وأفرادها لا يجيدون العوم. واعلموا أن من القواعد والسنن أنه " من استعجل الشئَ قبل أوانِه ،عوقبَ بحرمانِه".

ولا أقول لكم إلا ما قال موسى لقومه " استعينوا بالله واصبروا ، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده "

إخواني

إن القائد الماهر هو الذي يطمئن لقدرات جيشه قبل النزال، فيفحص لياقتهم وقدرتهم وكفاءتهم ،ويختبرهم ويبلوهم ، ويميز الخبيث من الطيب...

والقائد يحتاج هنا للوقت الكافي ، وعقد الاختبارات ليتبين من بكى ممن تباكى...

وقد يطمئن لجندي منهم ويعطيه ثقته ، ثم قبل القتال بقليل يرى منه ما يستوجب إبعاده عن الجيش لكي لا يكون سببا في الهزيمة ... ( ولنا في عملية تفجير المقاتلة إيلات المثل والعبرة ، حين ارتعد أحد أمهر رجال العملية قبل التنفيذ بثوان صائحا :"إني خائف" فنحاه قائده عن التنفيذ )

وقد جاء عن الأحنف بن قيس أنه زُكِّيَ من كبار الصحابة عند أمير المؤمنين عمر ليوليه أمر المسلمين في البصرة ، لكن ابن الخطاب أبى إلا أن يبقي الأحنف إلى جواره سنة كاملة حتى يتبين أمره وقدرته وأمانته ، ثم ولاه ، وعلل عمر فعله قائلا : "يا أحنف أتدري لمَ احتبستك؟"

قال الأحنف : "لا يا أمير المؤمنين ".

فقال ابن الخطاب :"إن رسول الله حذرنا كلَ منافق عليم ، فخشيت أن تكون منهم"

وما سلف كان مثلا لمرحلتنا هذه ، فلْيفهمهُ أولو الألباب.

ولْينتهِ من حدث نفسه بالعجلة ، فإن العجلة من الشيطان .

إخواني

لسنا في حاجة إلى أصحاب الأنفاس القصير ، ولكننا نبحث عن الصابرين المصابرين المرابطين ، وأصحاب الأنفاس الطويلة . واسمعوا لتحذير الله ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم)

واستصحبوا هذه الآية في كل مراحلنا ، وهي ختام آل عمران ، لم يوص الله فيها بالصبر فحسب ، بل أوصى بالمصابرة والمرابطة ، وهما أعلى درجة من الصبر ، فتأملوا :"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )

وأخيرا

أردتُ أن أضع هنا علامات على طريق رسالتنا ودعوتنا ، أُوقظ بها الوسنان ، وأُنبه بها الغافل ، وأكشف الغمة بها عن الحائر ، حتى لا نتوه ، أو نرتبك أو نتشتت.

يتبع – إن شاء الله-.

نقيب عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 20/11/2008

بارك الله فيك
[/b]

جزاكم الله خيرا علي هذا المقال الجميل

الذي اعدت لي شخصيا به الهمة

وانه مهما تاخرت او تعطلت او تاجلت الاجتماعات واللقاءات

فان اهدافنا اسمي

وسنحققها بعون الله

واسال الله لي اولا ولاخواني-من ابناء الاسرة-صدق النوايا

حتي نثاب علي هذا العمل

ومنتظرين المتابعة.....................