لماذا وهب الله النفط العرب

ذات مرة سالت احد اصدقائي هذا السؤال ..........لماذا خلق الله النفط و وهبه للعرب؟
حينها اجابني بتلقائية شديدة قائلا: لكي يستفيدوا منه و يطوروا بلادهم
و لكن كان لي راي اخر...............
لقد خلق الله النفط في بلاد العرب ببساطة لان العرب لا يستحقون الا الحرق بهذا النفط
ربما كان الكلام صادما للبعض و لكن اليست هذه هي الحقيقة؟
السنا حقا امة تتميز بانها لم تجتمع علي شئ واحد علي مدار التاريخ؟
كلام عنيف بعض الشئ ..............اليس كذلك؟
حقيقة انا لا اقصد و لست اريد لهذا المقال ان يكون مجرد جلد للذات و لكني لا استطيع ذلك فالواقع مؤسف و كل محاولة لتجميله هي من باب الكذب و النفاق.
قرات سابقا للكاتب الامريكي المثير للجدل "توماس فريدمان" عن البترول العربي و ادهشني ما قرات ، حيث اعتبر الكاتب ان النفط هو اللعنة التي حلت بالعرب و فسر ذلك بان النفط هو الذي وفر الموارد المالية للحكام العرب كي يستطيعوا ان يوفروا لشعوبهم الحد الادني من الاستقرار الاقتصادي الذي يبعد تلك الشعوب عن المطالبة بالديمقراطية .
و فسر الكاتب ذلك بان الديقراطية نشات اساسا للمطالبة برقابة الشعب علي انفاق الضرائب التي تم جمعها منه وفقا لقاعدة شهيرة هي "لا ضرائب بلا تمثيل" و يقصد بالتمثيل هنا التمثيل البرلماني ، اما في حالة الشعوب العربية فقد انعكست القاعدة بفضل النفط لتصبح"لا ضرائب إذن لا تمثيل" فالحاكم لا يحتاج الضرائب و بالتالي لن يمنح الشعب ممثلين عنه.
ربما لا نتفق جميعا مع ذلك الراي فمثلا هنال دول فقيرة كثيرة و لا توجد بها ديمقراطية ، و لكني اتساءل ماذا كسب العرب من النفط ؟
ربما يجيب الكثير قائلين ان اول هذه المكاسب هو المكسب المادي ثم المكسب السياسي المتمثل في السيطرة علي مصدر الطاقة الاول في العالم و الذي ظهرت اهميته في حرب اكتوبر علي سبيل المثال.
قد يكون ذلك صحيحا و لكن اذا كانت الدول العربية تمتلك ثلثي النفط الموجود في العالم فلماذا نجد ان الناتج المحلي الاجمالي لدولة مصنفة من الدرجة الثانية اقتصاديا مثل اسبانيا يفوق الناتج المحلي الاجمالي للدول العربية مجتمعة؟
اما المكسب السياسي الاستراتيجي فقد كان السبب الرئيسي لاندلاع الحرب بين دولتين عربيتين هما العراق و الكويت و لم يستطع العرب الحفاظ عليه بعد دخول قوات اجنبية الي الاراضي العربية علي شكل قواعد اجنبية كما في السعودية و قطر او علي شكل احتلال كما في العراق.
لقد وهب الله العرب الكثير و لكنهم لم يستغلوه فجاء غيرهم ليستغله و هذه هي سنة الله في الكون........
كان الؤرخ البريطاني المعروف "ارنولد توينبي" يثق في العرب كثيرا و يري انهم مؤهلون ليصبحوا قوة عظمي و حينما سئل عن كيفية حدوث ذلك في وجود اسرائيل قال ان اسرائيل ستكون بمثابة التطعيم الذي ينشط مناعة العرب فيتحدوا لمقاومته و هزيمته و لكن يبدوا اننا خذلناه و كانت مناعتنا ضعيفة فتحولت اسرائيل الي سم يفتك بنا...
لذلك اري ان النفط حقا هو لعنة العرب و لن يتقدموا الا حينما ينفد او يتعلموا بانفسهم كيفية الاستغناء عنه.