ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه و نستهديه ،
الحمد لله الذي منحنا بفضله و منعنا بعدله و حكمته ،
الحمد لله علي نعمة الحمد،
و بعد،
بدايه احب ان اشكر الاستاذ محمد زكريا رئيس الاسرة (اهوه يا عم . مرضي؟ ) علي مقاله الممتع و العميق ، و احب ان انوه ان مقالي لن يحوي جديدا او زيادة عما ذكر من قبل و لكنه محاولة لصياغة ما احسسته بعد قراءتي لهذا المقال.
قبل عام 1869 كانت ايطاليا مفككة الي اقاليم عديدة لا يجمعها شئ واحد و نبتت في الاذهان فكرة توحيدها و ترددت علي الالسنة كثيرا بلا طائل و لم تتحول الي حقيقة الا علي يد مجموعة من المناضلين كان منهم رجل شهير يسمي غاريبالدي سجل له التاريخ مقولته الشهيرة "انني لا ادعوكم لان ترتاحوا او تصبحوا اغنياء و لكني ادعوكم الي الموت من اجل بلادكم".
بهذه الروح توحدت ايطاليا و هذه الروح هي ما نحتاج الان ، و لدي يقين راسخ بان الجيل الذي تترعرع فيه هذه الروح هو الجيل الذي سينتصر.
ربما لم يكن من اللائق ادبيا ان ابدا المقال باستشهاد بكلمة لمقاتل اجنبي ثم اتبعها بايات قرانية كما اريد ان افعل و لكني قدمت هذا النموذج في البداية لنري ان هناك من يؤمن باهداف اقل قيمة من اهدافنا و مع ذلك فهو علي اتم استعداد لبذل حياته في سبيلها ، فهدف كالقومية لا يقارن بالدين فمهما كان فالقومية نسبية قد اكون مؤمنا بقوميتي العربية او المصرية او الافريقية مثلا لان الانسان هو الذي يخترع القومية ثم يسعي لتحقيقها بعكس الدين الذي هو مطلق و بالتالي فالتضحية في سبيله يجب ان تكون اشد.
لذلك فاننا يجب ان نتوقف عند بعض الايات في كتاب الله تعالي لنتامل في معناها قليلا فحين نقرا قول الله تعالي"و لتكن منكم امة يدعون الي الخير و يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و اولئك هم المفلحون" يجب ان نتوقف و لو قليلا فوالله لو لم تكن في كتاب الله اية تدعو الي فعل الخير الا هذه لكفت ، و لو لم نجن من الثواب الا ان نكون من المفلحين لكفانا ذلك .
ايضا قول الله تعالي " و لينصرن الله من ينصره" فالمشكلة ليست ان ينصرنا الله بل المشكلة الكبري ان ننصر الله و ما بعد ذلك يسير
ما نريده هو ان نكون جميعا مدركين لقيمة ما نفعله و مقدرين للمشاق التي يجب علينا ان نتحملها و ان نعلم يقينا ان ذلك لن يحدث بين يوم و ليلة و لكنه سيستغرق سنوات كثيرة ربما اكبر من سنوات عمرنا المحدودة و لكن حسبنا وضع لبنة كي يبني فوقها من ياتي بعدنا .
و جزاكم الله خيرا